وتوقف المشاركون في الملتقى، المنظم بمبادرة من جمعية جيبر للتنمية القروية والبيئية ومنظمة “هيرنش بول” بشراكة مع الغرفة الفلاحية لجهة فاس مكناس والمديرية الإقليمية للفلاحة بصفرو ومركز أطاليس، في موضوع: “استخدام المبيدات في المجال الفلاحي بالمغرب: واقع، تحديات وآفاق”، المعضلات والتحديات الكبرى التي يعرفها القطاع الفلاحي والتي تتجلى على الخصوص في الاستعمالات المكثفة للمبيدات الكيماوية.
وشدد خبراء وأساتذة باحثون في المجال الفلاحي، على أهمية المبيدات وما توفره من منتوج فلاحي جيد، مؤكدين في المقابل أن التحدي الأكبر يتجلى في طريقة الاستعمال، على اعتبار أن عددا من الفلاحين لا يحترمون المعايير المعروفة والمعمول بها على الصعيد العالمي.
وأكد المشاركون في الملتقى على ضرورة الاستعمال العقلاني للمبيدات وتملك الطرق السليمة للإستعمال، ضمانا لمحصول زراعي جيد ومن أجل حياة آمنة لمختلف الكائنات الحية، واستعمال مبيدات بيولوجية ذات أصل حيواني أو نباتي.
وقال رئيس جمعية جيبر للتنمية القروية والبيئية، مصطفى تودي، إن اللقاء يأتي لتشخيص الواقع واستشراف المستقبل والوقوف على كل النتائج والتجارب الناجحة التي يمكن من خلالها إنتاج فلاحة جيدة يمكن أن تنعكس إيجابا على صحة الإنسان.
وأضاف أن اللقاء يشكل فرصة لتسليط الضوء على كل الجوانب المتعلقة باستعمال المبيدات، ومناقشة كل الأفكار والإقتراحات التي يمكن أن تكون بمثابة حلول بديلة للمبيدات الكيماوية.
وتابع التودي أن اللقاء يهدف إلى استشراف آفاق واعدة ومناقشة كل القضايا التي ترتبط بالصحة والإنسان والفلاحة، هذه الأخيرة التي تعتبر نموذجا مبتكرا بالمغرب في ظل النتائج والإختراعات التي يمكن أن تصل إليها الشركات المغربية بتعويض المبيدات الكيماوية بالمنتجات العضوية.
من جهته، قال نائب رئيس الغرفة الفلاحية لجهة فاس مكناس، عبد العالي دمري، في افتتاح الملتقى، إن استعمال المبيدات الكيماوية دون احترام المعايير ينذر بالخطر مما يستوجب التحرك بسرعة وفعالية لمحاصرة هذه الظاهرة مع تقديم البدائل.
وأشار إلى أن التحدي اليوم يتمثل في معالجة اختلالات الماضي وعدم التساهل مع أية تجاوزات خصوصا في ظل الانعكاسات السلبية للمبيدات المستعملة على صحة الإنسان.
وأكد الباحث بالمدرسة الوطنية للفلاحة، رئيس قسم وقاية النباتات وحماية البيئة، بوطالب جوطي عبد المالك، أن المغرب بلد فلاحي معروف على الصعيد العالمي، لكن العديد من المزروعات تتعرض لآفات زراعية، مما يضطر الفلاح ، لحماية منتوجه، إلى اللجوء لاستعمال المبيدات للقضاء على الحشرات والأمراض الطفيلية والجرثومية.
وشدد على ضرورة استعمال المبيدات بالشكل المطلوب، واحترام المعايير المعمول بها على الصعيد العالمي منها الجرعة، وعدد مرات الاستعمال، وذلك من أجل تجنب خطورتها .
ومن البدائل المبتكرة للحد من استعمال المبيدات الكيماوية، أشار الباحث إلى أنه يتم اللجوء إلى استعمال مبيدات بيولوجية سواء من الأصل النباتي أو الحيواني والتي يمكن أن تعالج الفلاحة بدون التأثير على المنتوجات الزراعية.
بدوره، اعتبر المنسق الجهوي لجمعية مدرسي علوم الحياة والأرض المغرب بجهة فاس مكناس، عمر الويدادي في تصريح مماثل، أن اللقاء يشكل فرصة للتأكيد على ضرورة الاستمرار في تكوين وتحسيس الفلاحين باستعمال المبيدات والتقيد بدليل استعمالها، حفاظا على النظم البيئية وتجنبا لأي اختلال ينعكس سلبا على المحصول الزراعي.
وأشار إلى أن الاساليب القديمة تتضمن من الجوانب العلمية التي تساهم في المحافظة على المزروعات ومحاربة كل الأعشاب والحشرات الطفيلية، دون الإضرار بحياة كائنات أخرى.