تعد نانسي غيت وود، المعروفة بعد اعتناقها الإسلام باسم ثريا الطويل، من أبرز الشخصيات التي لعب، في صمت، أدوارا بارزة في مسار النضال من أجل العدالة وحقوق الإنسان في المغرب.
ولدت نانسي في ولاية نبراسكا الأميركية في وقت غير معروف، لكن حضورها في المغرب خلال فترة حساسة من تاريخ المغرب جعلها اسماً لا يُنسى، حيث وصلت إلى المملكة في أواخر الستينيات لتعمل كمدرّسة في القاعدة العسكرية الأميركية بالقنيطرة، شمال العاصمة الرباط، وهناك حدث التحول الأول في حياتها، حين تعرفت على الملازم المغربي مبارك الطويل وتزوجته، معلنة عن بداية مرحلة جديدة في حياتها التي ستحمل طابعاً من النضال المستمر.
ارتبط اسم نانسي الطويل بشكل وثيق بالمعتقل السري تازمامارت، ذلك السجن الرهيب الذي لم تعترف السلطات المغربية بوجوده لعقود، والذي ضم بين أسواره مبارك الطويل، مما جعل نانسي تدخل في مواجهة معقدة مع السلطات من أجل الإفراج عن زوجها المعتقل في ظروف غير إنسانية.
فبمجرد علمها بقصص الرعب المحيطة بالمعتقل، سارعت نانسي الطويل إلى العودة إلى الولايات المتحدة مع ابنها أمين، ومن هناك بدأت رحلة نضالها في تحريك قضية المعتقلين في تازمامارت على الساحة الدولية، جاعلة من الولايات المتحدة منصة للضغط على الحكومة المغربية، ومستخدمة كل الوسائل المتاحة: اتصالات دبلوماسية، رسائل إلى الكونغرس، وتحريك المنظمات الحقوقية.
تحولت نانسي إلى رمز للنضال من أجل العدالة، ليس فقط لأنها دافعت عن زوجها، بل لأنها أطلقت شرارة الاهتمام بمعاناة المعتقلين في تازمامارت، لتسهم جهودها الدؤوبةن في النهاية، في تحسين ظروف زوجها في السجن، ولاحقاً في الإفراج عنه وعن زملائه المعتقلين.
تمثل نانسي الطويل مثالاً حياً على قدرة الأفراد على إحداث تغيير حتى في أكثر الظروف تعقيداً، وتبقى قصتها شاهداً على القوة الإنسانية التي تتجاوز الحدود الثقافية والجغرافية من أجل العدالة.