وجه الملك محمد السادس مجموعة من الرسائل السياسية بمناسبة خطاب الذكرى 46 للمسيرة الخضراء، خاصة فيما يتعلق بالصحراء المغربية وأيضا الاتفاقيات الاقتصادية مع أوروبا.
في هذا الإطار قال حسن بلوان أستاذ العلاقات الدولية،في تصريح ل”كيوسك أنفو “، أن الخطاب الملكي بمناسبة الاحتفال بالذكرى السادسة والاربعين للمسيرة الخضراء، يأتي في سياق خاص طبع بالدينامية والنجاح الذي عرفته قضية الصحراء المغربية، وفي ظل استفزازات وتهديدات متتالية ومستمرة تنهجها الجزائر من اعلى المستويات.
وأوضح المحلل السياسي، أنه في هذا السياق كان الخطاب الملكي اليوم، واضحا شفافا، بما يبعث الثقة والطمأنينة في نفوس جميع المغاربة، وأيضا الشعوب المغاربية الاخرى التي وجه لها العاهل المغربي التحية تعبيرا عن مشاعر التعاون والتآزر بين دول المغرب الكبير.
وأضاف بلوان، أن الملك أكد في خطابه، بأن الدينامية التي تعرفها قضية الصحراء لا يمكن أن تتوقف، وأن المغرب لا يتفاوض على مغربية الصحراء المغربية بقدر ما يساهم بجهود صادقة لإيجاد حل سياسي وسلمي متفاوض عليه.
كما أكد العاهل المغربي على أن قضية الصحراء المغربية قضية كل المغاربة، لذلك فالجميع كل من موقع يجب أن يدافع عن هذه الدينامية وينخرط فيها وصولا الى الحل النهائي لهذا النزاع المفتعل، يضيف المختص في العلاقات الدولية.
في ذات السياق، قال بلوان، أن خطاب الملك هادئا كعادته جريئا في مواقفه شجاعا في مبادراته، حيث دعا شركاء المغرب الدوليين إلى المزيد من المواقف الواضحة حول قضية الصحراء المغربية، على اعتبار أن المغرب منخرط بنية صادقة في الجهود الاممية ومتشبت بالمسار الاممي وملتزم الى أبعد الحدود بوقف إطلاق النار، وفي هذا الصدد أشاد الملك بالموقف الأمريكي بسيادة المغرب على صحرائه، كما نوه العاهل المغربي بجهود الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس في حل هذا الملف المفتعل.
وبالعودة الى الاقاليم الصحراوية المغربية، يضيف المحلل السياسي في حديثه للموقع، فقد أكد الملك على أن مسار التنمية لا يمكن أن يتأثر بالتحديات التي يعرفها الملف، فالصحراء المغربية عرفت نهضة تنموية كبيرة جعلها قبلة لمجموعة من الاستثمارات الدولية الحكومية والقطاع الخاص، وهذا مؤشر مهم لتنزيل الجهوية المتقدمة التي تجعل من مقترح الحكم الذاتي خيارا وحيدا وواقعيا وذي مصداقية لحل سياسي متفاوض عليه.
وكعادته، يؤكد بلوان، لم ينجر الخطاب الملكي نحو الاستفزازات والمهاترات الاعلامية التي تطلقها الجزائر من أعلى المستويات، رغم الإشارة إلى أصحاب المواقف الهابطة والمتقلبة والتي حسم العاهل المغربي ألا تفاوض معها.
ولكن، يخلص المحلل السياسي إلى القول، أنه يمكن أن نسجل في هذا الخطاب الملكي التاريخي النقاط التالي:
– حافظ الخطاب الملكي على هدوئه المعهود، ولكن استعمل لغة قوية انسجاما مع المواقف المبدئية للمملكة بعدم الانجرار وراء الحروب الكلامية والاعلامية الهابكة التي يتقنها حكام الجزائر.
– الحسم الثابت والقوي أن الصحراء مغربية ولا يمكن الا ان تكون كذلك بحكم التاريخ والجغرافيا والقانون والاعتراف الدولي المتزايد، وأن الدينامية التي يعرفها المغرب لا يمكن ان تتوقف.
– الإشادة بالموقف الامريكي حول سيادة المغرب على اراضيه الصحراوية، ودعوة باقي الشركاء الدوليين الى مواقف اكثر جرأة ووضوحا، بالاضافة الى التنويه بجهودوالامم المتحدة في شخص الامين العام انطونيو غوتيريس.
– إقرار العاهل المغربي أن التحديات كبيرة مع تزايد استفزازات الخصوم وتهديداتهم المتكررة، لكن ر غم ذلك فالمغرب منخرط في المسلسل الاممي ومتشبت بوقف اطلاق النار الى ابعد الحدود.
– ربط أي حل متفاوض عليه بمبادرة الحكم الذاتي كخيار وحيد واوحد للحل السياسي، لأن المغرب لا يتفاوض على مغربية الصحراء بقدر ما يبحث مع الشركاء على حل سياسي وسلمي يطوي هذا النزاع المفتعل.
– التركيز على التطورات الايجابية التي تشهدها الأقاليم الصحراوية رغم كيد الخصوم، والتنويه بمسلسل التنمية الذي جعل الصحراء المغربية قبلة للاستثمارات الدولية، مما يفتح الباب أمام تنزيل الجهوية المتقدمة.
