يبدو أن السبعة أيام ديال الباكور قد انتهت بالنسبة لعبد الإله بنكيران، الأمين العام الجديد/القديم لحزب العدالة والتنمية، الذي وجد نفسه في مواجهة أول ازمة داخلية منذ عودته الغامضة لقيادة المصباح.
وكعادة بنكيران، فإن المتاعب لا تأتيه إلا من فمه الذي يفضل أن يتركه مفتوحا، وهذه المرة حدث كل شيء عندما أطلق الرجل العنان لسانه خلال لقائه الأخير مع المسؤولين المجاليين للحزب، موجها انتقادات قاسية لإخوان الأمس الذين تحملوا مسؤولية قيادة الحزب في الوقت الذي كان فيه بنكيران متواريا عن المشهد السياسي لأسباب اختلط فيها ما هو موضوعي بما شخصي مرتبط بكاريزما الرجل الذي يفضل أن يكون الزعيم أو لا يكون أبدا.
ولعل الأمين العام السابق للبيجيدي، سعد الدين العثماني، هو أبرز الغاضبين/المتألمين من خرجة بنكيران الذي خصه بحيز مهم من الكلام الذي هاجم فيه بشكل مفاجئ القيادات السابقة للتنظيم، شأن العثماني في ذلك كشأن من شاركوه المسؤولية الحزبية والحكومية، في الخمس سنوات الماضية، التي عرفت نقاشات استأثرت باهتمام الراي العام الوطني من قبيل تقنين القنب الهندي وفرنسة التعليم والتطبيع مع إسرائيل.
وهو ما استغله بنكيران، الذي يبدو أنه تناسى وجود الكاميرا التي وثقت اللقاء، وأطلق الرصاص في كل الاتجاهات دون أن يراعي للنداءات التي ما فتئت تطالبه بطي صفحة الماضي والتطلع للمستقبل من أجل إعادة بناء البيت الداخلي للحزب المهدد بالانهيار على رؤوس الجميع دون أن يمز في ذلك بين المسيرين الحاليين ومن سبقوهم في ذلك.