الرباط – بوفاته عن عمر يناهز 81 عامًا، يُسدل الستار على حياة حافلة بالتضحية والصمود عاشها النقيب المتقاعد علي نجاب، الطيار السابق بالقوات الملكية الجوية، الذي ظل اسمه مرتبطًا بمعاني التضحيات والبطولات التي ستظل محفورة في وجدان الأمة.
وُلد علي نجاب في مدينة تازة يوم 31 دجنبر 1943، وبها نشأ في كنف عائلة متشبثة بالقيم المغربية الأصيلة، قبل ان يبدأ في شق طريقه نحو المجد عندما التحق بصفوف القوات المسلحة الملكية يوم فاتح نونبر 1965.
و منذ ترقيته إلى ملازم ثاني في 1 يوليوز 1972 وصولاً إلى رتبة نقيب في 9 يوليوز 1979، كان علي نجاب يثبت في كل مرة أنه ليس مجرد جندي، بل نموذج للوطنية المتجذرة.
لكن المحطة الأكثر قسوة في حياة علي نجاب كانت تجربته كأسير حرب بمعتقلات تندوف، حيث قضى 25 عامًا في ظروف قاسية كان فيها شاهدًا على معاناة لا توصف، لكنها لم تنل من عزيمته، بل حوّل هذه التجربة الأليمة إلى مصدر إلهام من خلال كتابه «25 سنة في سجون تندوف»، الذي يُعد شهادة تاريخية عن معاناة الأسرى المغاربة وتضحياتهم من أجل الوحدة الترابية للمملكة.
بعد الإفراج عنه، كرس الفقيد حياته لتكريم ذكرى زملائه الشهداء والأسرى، ولإيصال صوتهم إلى الأجيال القادمة ، وظل يردد أن تضحياتهم هي أسس البناء المتين للوحدة الترابية..
وبرحيله، تودع القوات المسلحة الملكية، ومعها كل المغاربة، أحد أبطالها الكبار، الذي ستبقى سيرته مصدر فخر وإلهام لكل من يسير على درب التضحية والوفاء. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته، وجعل تضحيته في ميزان حسناته.
إنا لله وإنا إليه راجعون.