العام الماضي، فسخت حليمة عدن عقودا بمبالغ طائلة مع دور الأزياء، فعارضة الأزياء هذه الأميركية من أصل صومالي التي لا تتوانى عن المشاركة في جلسات تصوير بالحجاب والبوركيني تعول على ازدهار “الموضة المحتشمة” الموجهة إلى المسلمات.
وبالنسبة إلى الشابة المولودة في مخيم للاجئين في كينيا قبل 24 عاما والتي تحتفل الأحد بعيد ميلادها، إنها مسألة تقدير للذات في مجال متسارع التطور يمس أحيانا بقيمها.
وقالت حليمة، في حوار مع وكالة الأنباء الفرنسية، “منذ نعومة أظافري، سمحت لي مقولة ‘لا تتغيري أنت بل غيري النظام، بتخطي صعوبات كثيرة في حياتي”، مضيفة “هذا هو المبدأ الذي طبقته عندما اتخذت قرار التخلي عن كل شيء. وأنا فخورة جدا جدا بقراري”.
وتابعت “كنت أرى زميلاتي الشابات يخلعن ثيابهن على مرأى من الجميع… وكان ذاك صادما جدا”، مؤكدة “لم يكن في وسعي التقدم في قطاع لا حد أدنى من الاحترام فيه للإنسان”.
وواصلت بالقول “حظيت دوما بمكان خاص لتبديل ملابسي، لكن في أغلب الأحيان كنت الوحيدة المستفيدة من قدر من الخصوصية”.
وأحدثت خطوة حليمة عدن هزة في أوساط الموضة وأشاد كثيرون بجرأتها حين أطلت للمرة الأولى بالبوركيني والحجاب خلال مسابقة للجمال في مينيسوتا سنة 2016.
وكان الارتياح باديا على حليمة عدن عند إعلانها التوقف عن المشاركة في جلسات التصوير وعروض الأزياء العام الماضي.
ويعزى ازدهار الموضة “المحتشمة” في السنوات الأخيرة بجزء منه إلى شهرة عارضات مثلها. وتبدو حلمية عدن واثقة بقدرة هذا القطاع على مواجهة أزمات مثل وباء فيروس كورونا وتبدل الصيحات.
وقالت إن “الموضة المحتشمة في طور النمو . وهو أسلوب يعود لمئات السنوات سيبقى لمئة عام بعد”.
ولا شك لديها في أن الإسلام “يتماشى بالكامل” مع الموضة “لأن لا شيء في ديننا يحظر علينا مواكبة الصيحات”.
وقد خاضت علامات مشهورة للسلع الفاخرة مثل “دي كاي ان واي” و”دولتشه إيه غابانا” غمار هذه السوق.
لكن ها مجرد “خطوة رمزية” بالنسبة إلى حليمة عدن التي تعتبر أن “قطاع الموضة يريد الانتفاع من مالنا لكنه لا يدعمنا في المشاكل التي نواجهها”.
وفي نظرها، “لا بد من أن يبذل القطاع مزيدا من الجهود. فعندما تمث لون زبونات مسلمات، لا بد من رفع الصوت عندما يعانين إجحافا”.