باماكو – أطلقت مالي عملية عسكرية جديدة ضد ميليشيات أزواد الانفصالية على الحدود مع الجزائر، بعد حوالي شهر من هجوم شنته تلك الميليشيات وأسفر عن مقتل عدد من الجنود الماليين ومرتزقة روس من مجموعة فاغنر.
وذكرت السلطات العسكرية المالية أنها استهدفت “أهدافًا إرهابية” في هجوم بطائرة بدون طيار شمال البلاد، مما أدى إلى اعتقال نحو عشرين مسلحًا.
هذا التصعيد العسكري يضع الجزائر في موقف حرج، حيث تواجه صعوبة في احتواء العنف المتزايد على حدودها.
في وقت يشير فيه مراقبون إلى أن نجاح مالي، بدعم من روسيا وتركيا، في هزيمة الانفصاليين قد يؤكد تراجع دور الجزائر في منطقة الساحل، لا سيما بعد انتهاء أزمتها الدبلوماسية مع الحكومة العسكرية في مالي. الوضع الجديد يثير مخاوف من تدفق محتمل للاجئين من أزواد إلى الجزائر، مع ما يترتب على ذلك من أعباء اقتصادية واجتماعية، بالإضافة إلى احتمال تصاعد النزعات الانفصالية بين الطوارق داخل الجزائر.
الاشتباكات الأخيرة في تينزاواتن، التي أدت إلى مقتل عشرات من عناصر فاغنر والجنود الماليين، تعتبر أكبر هزيمة للمجموعة الروسية منذ تدخلها في الصراع المالي.
ويبدو أن المجلس العسكري المالي، بقيادة العقيد أسيمي غويتا، مصمم على استعادة السيطرة على كامل الأراضي المالية، مما قد يعيد رسم الخريطة السياسية والأمنية في المنطقة.