الرباط – يعتبر المغرب من الدول التي تعتمد بشكل كبير على استيراد الطاقة لتلبية احتياجاته المتزايدة. ولكن مع التطورات الأخيرة في مشاريع إنتاج الغاز الطبيعي، يلوح في الأفق أمل كبير في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة.
يشير التقدم الملحوظ في مشروعين رئيسيين، هما حقل “أنشوا” قبالة الساحل الأطلسي وحقل “تندرارة” في شرق المغرب، إلى أن المغرب قد يكون على أعتاب تغيير جذري في مشهد الطاقة الوطني.
حقل “أنشوا”، الذي تديره شركة Energean البريطانية، يُعتبر أكبر اكتشاف غير مستغل في البلاد، مع احتياطيات تقدر بـ18 مليار متر مكعب من الغاز. وفي الوقت نفسه، يملك حقل “تندرارة”، الذي تشارك فيه شركة تعدين محلية مع شركة Sound Energy البريطانية، إمكانيات تصل إلى 10.67 مليار متر مكعب.
ورغم التقدم الكبير في هذه المشاريع، ما يزال المغرب في مرحلة حذرة. فالسلطات المغربية تدرك أن هذه المشاريع لم تصل بعد إلى مرحلة الإنتاج التجاري، مما يجعل تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز هدفًا لا يزال بعيد المنال على المدى القريب.
ولكن مع الخطوات الثابتة نحو تفعيل هذه المشاريع بحلول عام 2026، يمكن للمغرب أن يخطو نحو تقليل اعتماده على الواردات بشكل ملموس.
حاليًا، يعتمد المغرب على واردات الغاز الطبيعي لتلبية غالبية احتياجاته، حيث يستهلك حوالي مليار متر مكعب سنويًا، في حين أن إنتاجه المحلي لا يتجاوز 100 مليون متر مكعب.
هذا الاعتماد على الواردات، خصوصًا بعد توقف إمدادات الغاز الجزائري عبر خط أنابيب المغرب العربي-أوروبا، دفع البلاد إلى تكثيف جهودها لتطوير مواردها الطبيعية.
إلى جانب “أنشوا” و”تندرارة”، يُمثل حقل “إنزكان” البحري قبالة سواحل أكادير، والذي يحتوي على احتياطيات تُقدر بأكثر من ملياري برميل من المكافئ النفطي، إضافة مهمة لاستراتيجية المغرب الطاقية. هذه الاكتشافات تُعزز الآمال في أن يتمكن المغرب من توفير جزء كبير من احتياجاته الطاقية داخليًا.
في سياق متصل، تسعى الحكومة المغربية إلى مضاعفة إنتاج الغاز الوطني ليصل إلى 400 مليون متر مكعب سنويًا خلال السنوات المقبلة، وهو ما يمثل حوالي 40% من الاستهلاك المحلي المتوقع بحلول عام 2040.
عموما ورغم التحديات التي تواجه المغرب في الوصول إلى الاكتفاء الذاتي من الغاز، إلا أن التطورات الأخيرة في مشاريع التنقيب والإنتاج تشير إلى أن البلاد تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي على المدى الطويل.
