Ads 160x600
Ads 160x600
الرئيسية / / مجتمع / الدكتور حمضي: عملية التخفيف الإجراءات مطلوبة وممكنة مع التدرج الآمن

الدكتور حمضي: عملية التخفيف الإجراءات مطلوبة وممكنة مع التدرج الآمن

مروى العطاوي 12 مايو 2021 - 17:55 مجتمع

أكد الطيب حمضي٬ الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية٬ أنه في ضوء استقرار الحالة الوبائية وتقدم حملة التلقيح يجب تخفيف الإجراءات أيام بعد عيد الفطر.
وشدد الباحث نفسه٬ على أنه يمكن لبلادنا اليوم بعد أن تحكمت لعدة أشهر في الوضعية الوبائية وتقدمت في الحملة الوطنية للتلقيح أن تشرع في التخفيف بعد أيام العيد من الإجراءات والتدابير الترابية والتقييدية بشكل تدريجي وآمن، للسماح بالعودة للأنشطة الاجتماعية والاقتصادية والتجارية بحرية أكثر، في إطار احترام كامل للإجراءات الوقائية الفردية والجماعية الى حين الوصول للمناعة الجماعية.

وفي السياق نفسه٬ قال الباحث ذاته في السياسات والنظم الصحية٬ إن”أكبر خطر هو السلوك الغير محترم للإرشادات الطبية، والازدحام والتجمعات بالأماكن المغلقة ، بما فيها التجمعات العائلية داخل المنازل المغلقة”.

وأوضح الدكتور حمضي٬ في تحليل للوضع الوبائي بالمملكة٬ أن “هناك خمس محددات أساسية تتحكم في صنع قرار التخفيف أو التشديد بالنسبة للإجراءات المتخذة للتحكم في الحالة الوبائية٬ تتجلى في الوضعية الحالية ( الوضعية الوبائية، نسبة أفراد المجتمع الحاصلين على المناعة بالإصابة بالفيروس او بفضل التلقيح)،و كذا المخاطر المحتملة (الحالة الوبائية بدول الجوار وعالميا، وجود سلالات داخل البلاد أو ظهور طفرات جديدة عالمي٬ معطيات علمية جديدة تزكي الخطورة أو العكس٬ و كذلك قدرة المنظومة الصحية على التحمل و سلوك المواطنين ( احترام الإجراءات الحاجزية، احترام التدابير الترابية، سلوك مسؤول ..)٬ و أيضا قدرة البلاد على مواجهة مخلفات الانفلات الوبائي (اقتصاديا واجتماعيا وأمنيا ..).
من جهة أخرى٬ أشار الخبيد ذاته  إلي أن في المؤشرات إيجابية للمغرب  التي تتمثل في معدل تقريبي 500 حالة جديدة يوميا ومؤشر الإصابة في 24 ساعة أقل من 1 لكل 100 ألف نسمة، معدل ملئ أسرة الإنعاش المخصصة لكوفيد حوالي 7%، الوفيات أقل بكثير من 10 يوميا، معدل الايجابية بين 3 و4% من التحاليل المجراة.

وأضاف “نحن مشرفون على حوالي ستة ملايين مغربي تلقوا على الاقل الجرعة الاولى من اللقاح، وحوالي اربعة مليون ونصف تلقوا تلقيحا كاملا. أكثر من نصف مليون مغربي لحد الساعة تم تأكيد اصابتهم مخبريا بالفيروس”.

وتابع المحدث نفسه٬ “بفضل نجاح الحملة الوطنية للتلقيح، وتركيبة المجتمع الشابة وصلنا اليوم الى الفئة العمرية 50 سنة فما فوق، علما ان تلقيح هده الشرائح العمرية ودوي الامراض المزمنة ، يخفف كثيرا من الحالات الحرجة والوفيات بشكل مهم جدا”.
من جانب آخر٬ اعتبر الباحث أن “هناك جوانب تفرض علينا ان نكون حدرين جدا: أولا وجود المتحور البريطاني ببلادنا وانتشاره وهو الاكثر سرعة وأكثر شراسة، وجود متحور هندي وان كان محدودا”٬ مضيفا”لكن ما يجعلنا حدرين أكثر هو سلوك بعض المواطنين وعددهم كبير، الدين يتصرفون وكأن الوباء أصبح وراءنا ولا يحترمون أدني شروط الوقاية لا الجماعية ولا الفردية، ومثل هدا السلوك هو الذي يشكل خطرا علينا جميعا، وهو نفس السلوك الذي أدى إلى بعض المآسي التي نراها ببعض الدول. ثم هناك الحرص التام على أن لا تسمح بلادنا بأي حال من الأحوال آن نجد أنفسنا أمام وضعية تعقيد أو إنفلات وبائي يفرض علينا العودة للإجراءات المشددة عوض الإستفادة من وضعية جيدة صحيا وإقتصاديا وسياحيا وإجتماعيا”.

وأبرز حمضي٬ أن “التخفيف أصبح اليوم ليس فقط ضروريا لإعطاء المزيد من الأوكسيجين للحياة الاجتماعية والدورة الاقتصادية والنشاط السياحي وإنقاد القطاعات الأكثر تضررا، بل أضحى ذلك ممكنا جدا، ولكن ضمن رؤية وشروط اساسية ضامنة للتخفيف ومانعة لتقهقر الحالة الوبائية”.

وسجل الدكتور حمضي٬ في رصده لهذه المؤشرات٬ على أنه “يمكن للتخفيف في الإجراءات آن يتم بعد أيام العيد وليس خلالها”٬ مؤكدا على أنه”يجب أن يتم التخفيف بشكل تدريجي، وهذا مهم جدا، من حيث الأنشطة والتوقيت مثلا فتح المقاهي لحدود 9 مساء ثم أبعد من ذلك”٫ مشدةا على “الالتزام جميع مواطنين ومؤسسات بالإجراءات الوقائية الفردية والجماعية، وعودة السلطات المحلية والأمنية والمجتمع المدني بقوة للشارع للعمل على إحترام الإجراءات والتحسيس بها”.
وفي هذا الصدد٫ أكد الخبير علي أهمية التتبع القوي للحالة الوبائية واليقظة الجينومية٬ إلى جانب تكييف الإجراءات مع الحالة الوبائية جهويا ومحليا.
ولفت طيب حمضي٬ إلى أن المعطيات العلمية اليوم تؤكد أن تجنب الأماكن المغلقة وتهويتها وأن الأنشطة الخارجية والإلتزام بالتباعد والكمامات وتطهير اليدين ثلاث أو أربع مرات يوميا من شأنه أن يكسر تماما منحنى الوباء. وتعلمنا تجارب الدول أن الإستهانة بهذه الإجراءات يؤدي إلى كوارث وبائية.
وختم الباحث في السياسات والنظم الصحية٬ توضيحه أنه”بشكل تدريجي وبيقظة مواطنة مسؤولة يمكنا تخفيف الإجراءات في انتظار الوصول للمناعة الجماعية دون المخاطرة بحياتنا وحياة الآخرين ودون المخاطرة أيضا بتعقيد الحالة الوبائية ببلادنا ودفعها للرجوع لإجراءات مشددة تحرمنا من جني ثمار شهور من الصبر والجهود والتمتع بفصل صيف مستقر آمن ونشيط، في ظل الاجراءات الفردية نعم ولكن مع قليل من الاجراءات التقييدية”.

شاركها LinkedIn